آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


خطوبة

خطوبة

السبت - 09 فبراير 2019 - 05:25 م بتوقيت عدن

- تحديث/ خاص:



سرَوْا يخطبون له ، وهم في الطريق قالوا: الله يستر من أحداث هذه الليلة ، أبو البنت مريض ، وصاحبنا قد جاء من غربة معه بعض مال ونحن خائفون عليه من السرقة ؛ اللصوص يتحينون فرصا كهذه وقت الغفلة ، حزموا أمرهم واتجهوا نحو بيت الزوجة القادمة ، قالوا له في الطريق : كيف ترى نفسك ؟ ضحك ببراءة البؤساء دون أن ينطق ، وصلوا البيت ، وجدوهم قد وضعوا الكراسي في فناء واسع وعليها أغشية جديدة ، رائحة البخور تعبق بالمكان ، بعد مقدمات ومجاملات وضيافة اتفقوا على التفاصيل ، قالوا للخاطب هات مامعك لنقدمه لعمك توثيقا للطلب ، ضرب على جيوبه ، قال :ها ها ، كأني نسيت الفلوس في البيت ، تركهم وانطلق مسرعا ، اصطدم في طريقه بشيء غير واضح ، ضحكوا وتهامسوا على هذا الموقف وأبو البنت يضرب بيديه على ركبتيه ينتظر ، عاد مسرعا وهو ممسك بجيبه الأيمن ، أخرج ربطة لايُعلَم كم فيها ؟ أخذوها منه ، وضعوها في يد أبي البنت بعد عدّها وقالوا له هذه كذا ، قام بعدها للتأكد منها ، اتفقوا على كل شيء ، أصبح الصباح وهو يحدّث كل من قابله عن الليلة الفائتة ، الصمت الذي لازمه أفرج عن كلمات مسجونة في غاية الغرابة ، خاض في تفاصيل عجيبة ، سمعوا عناوين كلامه في الحي ، أعادوا إليه حزمته برباطها ، لم يدخلوا بيته كي لايردوا له الكيل كيلين ، أخرج لسانه وقال لنفسه : هذه اللسان تحتاج قطعا ، ماالذي جعلني لا أسكت ؟ في ليلة أخرى طارت فتاته عروسا ، التزم الصمت من القهر .

محمد الرياني