آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

ادب وشعر


خُفَّي حُنَين

خُفَّي حُنَين

الخميس - 28 فبراير 2019 - 10:02 ص بتوقيت عدن

- تحديث/ خاص:



شيخٌ حكيمٌ محترم

استحوذتهُ فكرةٌ

طفرت

على قنواتِ إلهامِ الخواطرِ

في عقيرتهِ

تجهّمَ ، وابتسم !!

وأحسَّ انفاساً

لوحيٍ شاردٍ

طالت بِطالتُهُ

واعياهُ التشبّثُ بالقيَم

عبثاً يفتشُ

عن زوايا الإنفراجِ

يشنُّ منها صِدقَهُ

على طواحينِ الهواءِ

السائراتِ بلا قدَم

فأعانهُ الشيخُ الحكيمُ بومضةٍ

صَبَّت على إحباطهِ

شِرباً ومغتسلاً

من الضوءِ الزّلالِ

وضمّهُ رفقاً اليهِ

مثل حرفٍ نامَ في حضن القلم

وهو ملتحفٌ

تضاريسَ الكتابةِ

بعدما سُلِخت من التاريخِ

يوم تخلّعت اوتادها

وأطفأ السلطانُ

نورَ حروفِها

والعثُّ أثخنَ في ملابسها

فباتت تحتَ خطِّ العُري

جاريةً على بابِ الإمارةِ

تنحني تتوسلُ السّترَ

بإرضاءِ الخليفةِ والحَشَم !! ...


وفي الصباحِ

اعدّ قهوتَه الحكيمُ

وذاقَ منها

رشفةً أو رشفتين ،

بدأ الكتابةَ يقتفي أثراً

لقافلةٍ تُقادُ بحاديينِ

وأثار في صدرِ المسافرِ
حالتين

قال: إن الحربَ خُدعه ،

ولقد بُليتُ بخُدعتين

إذ فُخِّخت احشاؤها
بِخيانتين

فَلِي عدوٌّ من أمامي

واضحٌ عينا بعين

ولي صديقٌ افتراضِيٌ ورائي

نَهِمٌ حُرّ اليدين

يشتهيني مغنماً

قَبضاً ، ودَين !

وأنا ..

قد صرتُ بينهما

" رهينَ المحبسين" !!!

فعلِمتُ أن الحربَ

تمكُرُ بي أنا

وتشدّ ازر الثعلبين

وأنها ليست خيارُ الحقِ

بل هي .. بينَ بين

فكيف لا ؟؟

والنصرَ أُحرزُهُ جِهاراً في النهارِ

وحينما يأتي المساءُ

فلا أراني راجعاً

إلَّا بخُفّي حُنين !!!

فتحي أحمد عبدالرحمن/عدن.