آخر تحديث :الأربعاء-29 مايو 2024-11:03م

الدكتور بليغ يكتب


القضية الجنوبية في مجلس الأمن ... بين دور ولد الشيخ ومصالح الكبار؟!

القضية الجنوبية في مجلس الأمن ... بين دور ولد الشيخ ومصالح الكبار؟!

الأربعاء - 12 يوليه 2017 - 11:33 م بتوقيت عدن

- تحديث نت / خاص .

نتساءل في البداية وقبل الولوج في الحديث حول إحاطة المبعوث الاممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ وعلاقتها بالقضية الجنوبية وملفها سياسيا, ما هو دور المبعوث الأممي في كل نزاع أو قضية تطرح على المستوى الدولي؟
لان الإجابة على هذا السؤال ستمكننا من استيعاب كثير من الأحداث وتطوراتها وتدرجها تلك التي تمت والتي تتم حاليا,والتي يمكن أن تتم في المستقبل, بل انه سيساعدنا على معرفة وضع ملف القضية الجنوبية , و سيمكننا كجنوبيين من إيجاد المواقف وردود الأفعال المناسبة اتجاه هذا الحدث الدولي الهام في مستوى مجلس الأمن حاليا ومستقبليا .
وتأتي الإجابة بأن دور المبعوث الأممي و مهامه تندرج في سياق البحث عن حل متوافق عليه بين الإطراف المعنيين كما نصت عليه قرارات مجلس الأمن، وبالتالي فأن تحركات المبعوث الاممي تتم في إطار التسوية السلمية ومؤطرة بقرارات المجلس ذات الصلة لأي قضية .
وبالتالي فأن زيارات ولد الشيخ التي قام بها كزيارة فرنسا أو سيقوم بها كزيارة القاهرة و التي تحدث عنها في إحاطته اليوم لا تأتي ضمن مهمة التباحث مع الفرقاء أو الأطراف المشتركة في الحرب , بقدر ما تأتي في إطار البحث عن التسوية والعمل على الوصول إليها والسعي لاستقرارها و التي تستلزم بالضرورة في زمننا هذا التعامل مع مصالح الكبار وتأمينها على المستوى الدولي اولا والإقليمي ثانيا , و تقدير الفريق بين دور المبعوث الاممي وقرارات مجلس الآمن وكذا فهم تأثير دور المبعوث الاممي على قرارات مجلس الأمن ,ولعل هذا يشرح لنا ترتيب زيارات ولد الشيخ و أولوياتها .
كما يطرح دلالة واضحة حول تعدد الإطراف والمصالح الدولية التي تجتمع وتتشابك وتتعقد في هذه المنطقة الهامة من العالم وفي هذا الممر البحري بالغ الأهمية ونقصد مضيق باب المندب , وهذه الدلالة ستساعدنا على إيجاد موقف جنوبي سياسي جمعي قوي وواعي , و ستضيف للطرف أو الأطراف الجنوبية التي ستتعامل مع هذا الحدث وما يليه بحنكة و حكمة لمسة رجال الدولة والسياسيين القادرين على إدارة المرحلة القادمة في الجنوب .
وقد تقدمت باستفسار الى الإخوة في الفيسبوك وفي الواتساب حول ما جرى اليوم في مجلس الأمن وإحاطة ولد لشيخ كان نصه (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ....
دامت عليكم الخيرات والمسرات ايها الاحبة ....
احاطة ولد الشيخ ....
ماذا تعني ..؟!
لنا اليوم حديث....
همسة:الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك . ..
د.بليغ اليزيدي
الاربعاء
12 يوليو 20177 م ) ثم اتبعته باستفسار آخر كان نصه (ايها الاحبة هل منكم من المتابعين او المهتمين يفيدنا باي فرق او تطور او تغير او اضافة بين احاطة ولد الشيخ اليوم واحاطاته السابقة يفيدنا ؟!!!!).
وقد كان الفيسبوك بخيلا معي في الردود ومخيبا , ولكن الأحبة في الواتساب كانوا أكثر تفاعلا وتنوعت آراؤهم وتعددت , وسأعرض أراء الإخوة التي جاءتني:
الرأي الأول: لم تخلتف الإحاطة في أي شيء على مستوى القضية الجنوبية خلا تاريخ الإحاطة .
الرأي الثاني: ركز على ان الأهمية ليست في إحاطة ولد الشيخ بقدر ما هي بقرارات مجلس الأمن التي يتوقع صدورها بعد انتهاء الجلسة المغلقة .
الرأي الثالث: أشار إلى أهمية التصريح بوجوب وجود ( حلول جذرية للقضية الجنوبية) وان هذا يعتبر تطور هام في الخطاب الاممي تجاه القضية الجنوبية . بدل خطاب التسويف والترقيع الذي ساد الإحاطات السابقة , وان مراجعة حصيفة و متمعنة لمجمل الإحاطات التي قدمها ولد الشيخ ستبين آلية التدرج التي تتعامل بها الأمم المتحدة ومجلس الأمن اتجاه القضايا الدولية وانه لا حلول مفاجأة أو سريعة فيما يخص الشأن والوضع الجنوبي .
الرأي الرابع : يؤكد على أن الملف الإنساني ملف هام واخذ مساحة كبيرة, وبحكم غياب أي مؤسسات إنسانية أو اغاثية ذات طابع جنوبي إلا فيما ندر , و كثرة المؤسسات الاغاثية والإنسانية ذات الطابع الحزبي وبالذات الاخونجي, فان هذا يفتح تساؤلا كبيرا حول أهمية وتأثير هذا الملف في المسار السياسي الجنوبي, وقدرة الجنوب السياسي على التعامل مع الملف الاغاثي والإنساني بشكل يتناسب مع العقبات والمشاكل وكذا الاحتياجات التي يمر بها الشعب الجنوبي وبما يخدم المسار السياسي الجنوبي .
الرأي الخامس: اهتم بشدة بنقطة وجوب التعامل مع القضية الجنوبية بطرق سلمية , واعتبر هذه النقطة إشارة واضحة إلى وجوب انتهاج الطرق السلمية في إدارة التباينات ضمن الملف السياسي الجنوبي بين الأطراف السياسية الجنوبية الفاعلة.
الرأي السادس : يرى ان الوقت أصبح أكثر حساسية مع هذه الإحاطة, ويضع الساسة الجنوبيين أمام محك صعب للغاية , كما يشير وان بشكل غير واضح إلى بزوغ فجر جيل سياسي جديد , ليس فقط جنوبا , وإنما على مستوى جغرافيا اليمن بأكمله .
وهنا أود التنبيه إلى انه ورغم أن ما عرضته من أراء قد لا يمثل الكثير من الآراء الأخرى النيرة والمفيدة, وقد اتفق مع بعضها واختلف مع البعض الآخر جزئيا أو كليا , ولكنها الآراء التي وصلتي .
وقد أردت عرضها لأبين لكثير من الإخوة أن الحلول الحقيقية للشأن الجنوبي تحتاج منا الإصغاء إلى أصوات العقلاء والعلماء( ولست اعني علماء الدين أو المؤسسات الدينية) وأهل الذكر و التأكيد على أننا مجتمع متنوع , يصنع هذا التنوع ,وقبوله, والتعايش بين بعضنا البعض المتنوع, ونقاش العقلاء والعلماء المتنوعين الحلول الحقيقية الواقعية العقلانية لمجمل مشاكلنا في كافة الأطر, ويحق مصالحنا كمجتمع دون تحامل على طرف لصالح اخر , وبالذات في المعضلة الأكبر وهي القضية الجنوبية .
وقد امتنعت هذه المرة عن تقديم أي رأي أو قراءة مستقبلية في هذا المقال . واكتفيت بإيضاح ما وجدته أكثر أهمية وارتباطا بإحاطة ولد الشيخ, وعرضت الآراء التي وصلتني كما هي.
متمنيا من الأحبة الكرام من القراء والمتابعين إفادتي برأيهم وقراءتهم ,علها تساعدني في تقديم قراءة أكثر فائدة وتنوعا .
همسة معادة : الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ...
همسة على استحياء : هل سيكون هناك جزء ثاني ؟! من يدري .
د.بليغ اليزيدي
الأربعاء 12 يوليو 2017 م