آخر تحديث :الجمعة-11 أكتوبر 2024-09:54م

الدكتور بليغ يكتب


اليمن الجنوبي سياسيا ... مراجعة للمشهد الحالي . الجزء الثاني

اليمن الجنوبي سياسيا ... مراجعة للمشهد الحالي . الجزء الثاني

الأحد - 16 يوليه 2017 - 10:06 م بتوقيت عدن

- تحديث نت / خاص .


المراجعة : الاحزاب السياسية
بعد الإيضاحات التي تمت في الجز الأول سوف ننتقل إلى نقاط المراجعة والتي ستنطلق من القضية السياسية الجنوبية وهدف الشعب الجنوبي وحراكه السلمي التحرري في عودة سيادة الجنوبيين على دولتهم وأرضهم بحدود ما قبل اتفاقية الوحدة 90 م كمعيار ثابت لقياس المواقف والاتجاهات .
النقطة الأولى: الوضع السياسي للقضية الجنوبية وللشعب الجنوبي :
انه من المدهش والمثير للانتباه مراجعة التطور والتغير وكذا المفاجآت والتحولات التي تمت ولا تزال في الجانب السياسي الجنوبي منذ الاحتلال البريطاني وحتى الآن ,و هذه النقطة تضم مجموعات ملفات سياسية كبرى, ولا تنحصر في ملف الدولة الجنوبية المنشودة ومشروعها فقط, بل يمتد إلى ملفات الاحتلال البريطاني والوصاية الروسية وفترة الاحتلال العسكري من نظام صنعاء إلى فترة الوصاية الدولية الحالية ومسؤوليات دول التحالف والاستحقاقات الجنوبية الموجب تقديمها من قبل هذه الدول , ولكننا هنا سنركز على مراجعة ادوار الإطراف الجنوبية المحلية المتواجدة في المشهد الحالي, والتي تشمل الأحزاب السياسية اللاوطنية التي تدعي جنوبيتها وأكثرها بروزا الحزب الاشتراكي , جنوبيو الشرعية وبالتحديد الجزء الذي تدور حوله فكرة عمله الصامت غير المثبت وغير العلني لصالح القضية الجنوبية ( وبالتالي لا تشمل بأي حال من الأحوال الشخوص المعادين صراحة للقضية الجنوبية والشعب الجنوبي كبن دغر وبن عرب ), المجلس الانتقالي الجنوبي الحديث الولادة .
و هنا سنشير مع أسفنا الشديد إلى إن القوى الجنوبية المسلحة( الواقعة تحت المسمى العريض المقاومة الجنوبية) والتي تختلف في تبعيتها وولائها لا يمكن اعتبارها ولا يتم التعامل معها ضمن القوى السياسية اقلها حتى ألان , إذ يتم التعامل معها ضمن الملف العسكري والأمني لا السياسي .
ولنبدأ بحال الأحزاب السياسية اللاوطنية التي تدعي جنوبيتها وسنقدم الحزب الاشتراكي اليمني كمثال واضح يمكن قياسه وان بصورة اقل على بقية الأحزاب السياسية.
مراجعة هذا الحزب لا تزال تثبت بشكل مستمر ومتكرر انه حزب صراعي عاجز ,لا يجيد إلا استغلال المشاعر التي تتأجج عند الجماهير في لحظات معينة لتنفيذ أهدافه القومية والاشتراكية و لصناعة وهم استعادة أمجاد الحزب الواحد الأوحد وشعار (لا صوت يعلو فوق صوت الحزب ) , وهذا الحزب لا يمانع توزيع الأدوار واستغلال ماسي الناس وعدم معرفتهم بحقائق الأمور واستغلال انشغالهم بماسيهم اليومية لأجل تنفيذ أجندته الخاصة في هدف اليمن الكبير وحكمه , ويمكنكم رؤية هذا الأمر واضحا في توزع شخوص الحزب وأفرعه بين الشرعية والمجلس الانتقالي وحتى الجماعات الجهادية , ويكرني هذا بوضع حزب البعث العراقي الذي توصلت قيادته الفكرية إلى أن السبيل الأفضل لاستمرار الحزب وقدرته هو بالتغلغل في القوى الجهادية وقيادتها وتوجيهها مهما كانت الضريبة من دماء الشعب العراقي , ولا بأس من استخدام المضللين والمشحونين طائفيا من السلفيين وغيرهم كجنود على الأرض وشياه تقدم قربى على مذبح أهداف الحزب وبقائه , ومن لديه ادني شك فليسأل نفسه كيف حصل أن قيادة أغلبية المجلس الانتقالي التي بيدها القرار هي من إفراد قيادة الحزب الاشتراكي اليمني , واسأل نفسك أيضا كيف يمكن لمجلس ثوري حمل هذا الكم من التأييد الجماهيري إن يعيد أمر تشكيل هيئاته في باقي المناطق إلى المنطق الحزب , ليس هذا فقط , بل إنني سأضيف لكم امرأ ستجدونه مستقبلا , إن من سيعمل على تشكيله في الجنوب ويحدد برامجه ومعاييره ومحدداته ويشرف على إلية تنفيذه سيكون انعكاسا للقيادة الحزبية الحالية في المجلس الانتقالي , أي انه سيكون تحت سيطرة وإشراف الحزب الاشتراكي اليمني , وستذكرون , وهنا يبرز سؤال هام كيف أعطي الحزب هذه المساحة الواسعة رغم فشله الواضح وتوجه غير الوطني وتاريخه الدموي ؟! الحقيقة أن الداعم للمجلس الانتقالي واعني دولة الإمارات التي تحمل كراهية وعداءا عميقا و شديدا اتجاه الإخوان المسلمين لم تجد أي تنظيم سياسي في الجنوب يعرف أهداف و خبايا وديناميكية العلاقات في حزب الإصلاح ( بحكم تجمعهم المسمى المشترك ) ويستطيع التعامل مع ملف الإخوان وحزب الإصلاح وكذلك يملك العقلية الصراعية التي ستشجعهم على الانتقام من شريكهم في اللقاء المشترك ويحقق أهدافها ويتضمن أعضاء سابقين غيروا انتماءهم لحزب الإصلاح وبالتالي تمكنه من استقطابهم حال الاحتياج , ويضم امتداد في الشمال يضمن له عمل الترتيبات المناسبة مع دور الإمارات المناط بها ضمن التحالف وتحقيق مصالحها ليس فقط في الجنوب ولكن عبر جغرافيا اليمن بأكمله, والاهم من هذا كله تنظيم سياسي جنوبي بتاريخ سيء, لا يملك الكثير من الثقة في مجتمعه ولديه الكثير من المخاوف التي تضمن ولائه لهم غير القيادة الجنوبية للحزب الاشتراكي اليمني , ولذلك فأنه وبحسب هذه المراجعة سنصل لاستنتاج أن الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب لا يسعى إلى الهدف الجنوبي الأسمى ولا يمثل إلا مصالح قيادته الشخصية وأعضائه المملوءين بالخوف من أخطاء ارتكبوها في سابق الأيام ولا يشكل في الحقيقة إلا وكيلا مناسبا لتنفيذ رغبة ابوظبي , وانه استغل قلة خبرة وعاطفة شخصيات جنوبية تحظى باحترام الجماهير الجنوبية لكسب تأييد يمكنه من تقديم نفسه كقوة سياسية تمثل الجنوب على أساس نظرية الصراع وإراقة الدماء لكل من خالفه كحال زمانه السابق .
يمكنكم أيها القراء الكرام مراجعة الفترة القصيرة الماضية للمجلس الانتقالي ومواقفه وتصريحاته وكذلك إشاراته للتأكد من حجم تأثير الحزب الاشتراكي وفكره الصراعي على المجلس الانتقالي , وننبه إلى أن هذا لا يعني غياب تأثير شخصيات اجتماعية وأحزاب أخرى ولكن الحزب الاشتراكي هو الأكثر تأثيرا والأكثر غلبه , كما أننا لا نعني بذلك أيضا سوءا أو انتقاصا أو قدحا في شخصيات محترمة ولها تاريخها النضالي الواضح التوجه والتي ظهرت في مشهد المجلس الانتقالي الجنوبي, بقدر رغبتنا في التنبيه لأمر وحقيقة نرى أنها غابت عن الكثيرين , أو اختار الكثيرون السكوت عنها لمصلحة مؤقتة لهم مع الحزب أو لمجرد الخوف من ماضي الحزب الاشتراكي الدموي وإمكانية عودة الحزب للحكم و تكراره .
الجزء الثالث سنتحدث فيه عن مراجعة دور جنوبيي الشرعية ومعتلفيها إن شاء الله وأتم لنا سبحانه في العمر من بقية .
همسة : لا يمكن أن يعيش الماضي على حساب الحاضر , ولكل زمن دولة ورجال .
د.بليغ اليزيدي
الأحد
16 يوليو 2017 م
البريد الالكتروني
Dr_b_alyazeedi@yahoo.com