الدكتور بليغ يكتب
اليمن الجنوبي سياسيا ... مراجعة للمشهد الحالي . الجزء الرابع والأخير .
الأربعاء - 19 يوليه 2017 - 08:46 م بتوقيت عدن
- تحديث نت / خاص .
المراجعة : المجلس الانتقالي الجنوبي :
راجعني بعض الإخوة بعد الجزء الثالث ونبهوني إلى أن الحديث عن المجلس الانتقالي لن يضيف شيئا ,خصوصا بعد حديثي في الجزء الثاني عن الأحزاب السياسية ومثالها الاشتراكي الذي يعتبر المسيطر على المجلس الانتقالي بحسب ما أوردت , وهذا الكلام قد يبدو صحيحا للوهلة الأولى , ولكن عماد المجلس الانتقالي الظاهر على الأقل هو شخصية عيدروس الزبيدي فقد ارتبط المجلس منذ بداية الدعوة والإعلان عنه بشخص الزبيدي , ولكم أن تتخيلوا أن كان من قام بهذه الدعوة لهذا المجلس هم الحزب الاشتراكي اليمني , هل كنتم تتوقعون لهذه الدعوة أي تأييد شعبي جنوبي ؟!!
الآن إلى مراجعة دور المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يمثل واجهة للطرف الإماراتي ومصالحه وأهدافه إقليميا وهو أمر واضح ولا خلاف عليه, وكذلك الذي يقدم نفسه على انه يمثل التوجه الجنوبي الشعبي الثوري والحراكي اقلها ظاهريا الساعي نحو استعادة الدولة الجنوبية بحدود ما قبل 21 مايو 1990 م, فهل هذا هو الدور الحقيقي له ؟ والاهم من ذلك ما هو الدور الحقيقي الذي يمارسه ؟!
لا يمكننا فصل هذا الدور عن مسار الزبيدي الشخصي والتطورات وكذلك التغيرات التي رافقته منذ بداياته الأولى وحتى الآن , وأيضا لا يمكننا فصله في الوقت الحالي عن واقع الحرب القائمة التي تقودها السعودية والتحالف العربي وأهدافها وادوار مجموعات المقاومة الجنوبية التي تدين له بالولاء, وكذلك لا يمكننا فصله عن التأثير الإماراتي , ولا يمكننا فصله عن تدخلات اللاعبين الكبار في مجلس الأمن, ويمثل هذا الرباعي , واعني شخصية وخلفية عيدروس الزبيدي , أهداف حرب التحالف وطريقة تعاملها مع المقاومة الجنوبية و مصالح الإمارات وأهدافها الخاصة, ومصالح الكبار , النقاط التي تحدد دور المجلس الانتقالي خلال هذه المرحلة وفي المستقبل أيضا .
ويفهم مما سبق ذكره أن المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الزبيدي كان الخيار الذي صنعته المفاوضات بين اللاعبين الكبار دوليا , وتفاهمات التحالف إقليميا , لتحديد صيغة التوجه الجنوبي الشعبي الثوري ومساره بما يتناسب مع تلك التفاوضات والتفاهمات التي تمت , وأيضا يضمن تنفيذ هذا التوجه والمسار وعدم انحرافه عن الطريق المرسوم له .
وسأعطيكم بعض الأمثلة المحلية في جنوبنا الحبيب والتي تمثل هذه المفاوضات والتفاهمات على أرضنا الجنوبية .
إعلان الزبيدي الخاص بحظر حزب التجمع اليمني للإصلاح وتوقيته ,وضمه إلى صف التنظيمات الإرهابية (والمتزامن مع الأزمة القطرية).
لقاء السفير الفرنسي مع الشيوعي السابق علي سالم البيض.
الإحداث المشتعلة في شبوة في مناطق الثروات البترولية والتي لا تجد طريقا إلى الإعلام الجنوبي بما يتناسب مع خطورتها وتأثيرها .
الموقف الغريب من قبل الزبيدي بشأن تسليم بعض الأمور العالقة لمحافظة عدن ولمحافظها الجديد الأستاذ عبدالعزيز المفلحي , وكذا التزام كلا الطرفين الصمت وعد التعليق حول هذا الموضوع رغم رواجه في أوساط المجتمع الجنوبي .
بيان حزب التجمع اليمني للإصلاح القوي النبرة اتجاه إعلان الزبيدي حظره وكذلك غياب أي توجهات حقيقية وملموسة على الأرض لتطبيق مثل هذا الإعلان ولو بحدوده الدنيا ضمن مناطق نفوذ الزبيدي .
هذه ليست إلا أمثلة وأظن أن كثير منكم له ملاحظات أكثر في هذا الشأن .
أن هذه المراجعة التي قدمتها ضمن هذه السلسلة لوضع اليمن الجنوبي سياسيا , ومراجعة المشهد الراهن و لدور المجلس الانتقالي الجنوبي والتي أوردتها , إنما أردت بها أن أبين للإخوة القراء نقاط أجدها ذات أهمية كبرى خصوصا في هذا التوقيت أولها أن قواعد اللعبة السياسية تتغير وبتسارع شديد, وما يمكن أن نعتبره شيئا صحيحا بل وضروريا ملزما الآن, قد يتحول إلى اكبر خطا نقترفه بعد ثوان , ثانيها أن الاعتماد على الشخوص مهما بلغ تقديرهم وظهر صبرهم وثباتهم في مصير الأمم خطا لا يغتفر , ثالثها أن هناك فرقا هائلا بين ما يروج من منابر الإعلام المرتبطة بمصالحها مع هذا الطرف أو ذاك وبين حقيقة ما يجري فعلا وطبيعة نتائجه وتبعاته على شعبنا الجنوبي ومستقبله , رابعها أن المعيار الوحيد الثابت الذي يمكن الاعتماد في إجراء المواقف والآراء وبناء التوجهات بثقة تحترم تضحيات الشعب الجنوبي و كذلك هدفه فيما يخص وضعنا السياسي الجنوبي هو القضية الجنوبية وهدفها الساعي إلى استعادة دولة جنوبية كاملة السيادة على كامل ترابها الوطني قبل 21 مايو 1990م وليس الأشخاص ولا الإحداث التي تستجد وتتغير كسنة ثابتة في الكون, خامسها أن حديثي المكرر حول الشيوعيين والمعتلفين وقيادات الأحزاب اللاوطنية ليس مجرد عداء شخصي أو محاولة للانتقاص من أشخاص بذواتهم , بقدر ما هو تنبيه لخطورة أفكار الشيوعية و الاعتلاف والعمل اللاوطني تحت شعارات وطنية , وتأثيرها السيئ أن لم نقل المعادي على مسار قضيتنا السياسية الجنوبية , وكذلك الآثار السيئة لهذه الأفكار على نسيجنا الاجتماعي ومصالحنا كأمة, سادسها أننا يجب أن نعطي العلم والعقل والحكمة دورها وان نحترمه أيضا وبذلك وجب إعطاء العلماء والعقلاء والحكماء دورهم واحترامه أيضا.
همسة:الإيمان لا يكتمل دون علم أبدا, فكيف يمكنكم أن تؤمنوا حقا دون علم ؟
د.بليغ اليزيدي
الاربعاء
19 يوليو 2017 م
dr_b_alyazeedi@yahoo.com