آخر تحديث :الأربعاء-29 مايو 2024-11:03م

الدكتور بليغ يكتب


المشهد الجنوبي ... غياب للتكامل و اولويات مبعثرة

المشهد الجنوبي ... غياب للتكامل و اولويات مبعثرة

الجمعة - 28 يوليه 2017 - 10:50 م بتوقيت عدن

- تحديث نت / خاص .


حسنا ايها الاحبة , يعج واقعنا الجنوبي بكثير من الملفات الصعبة التي تتفاقم وتتراكم اثارها السلبية على شعبنا الجنوبي الصابر الثائر والتي تغيب عنها اية حلول ممكنة , حتى في اضيق الاطر, فمن الملف السياسي بعمومه للقضية الجنوبية ووضع الجنوب السياسي , مرورا بملف الاغاثة بكافة مجالاته ونشاطاته ,الى ملف الاقتصاد المنهار بكافة تفاصيله من مصادر معطلة ورواتب طال عهدها دون تسليم وعملة منهارة وغيرها الكثير الكثير , الى ملف الامن بكل اطرافه ومشاكله وتعقيداته, وصولا الى ملف استحقاقات الشعب الجنوبي بكافة فئاته عامة وشهدائه وجرحاه واسرهم خاصة من تعويضات واعادة اعمار وغيرها .
ويبقى السؤال الاهم والذي يمكن للاجابة عليه ان يساهم في الدفع بعجلة التغيير نحو الافضل في كل الملفات ويعجل ويساعد كذلك بايجاد حلول لها هو ما هي الاولويات وكيف يمكن تحديدها؟
ان الاجابة على مثل هذا السؤال تتغير في الحقيقة من شخص لاخر ,ومن مجال لاخر ,ومن وقت لاخر , فقد يرى البعض ان الملف الاقتصادي هو الاولى في هذا الوقت وهو القادر في حال جعله اولوية بنقاشه و ايجاد الحلول للمشكلات التي تحويه على الدفع بباقي الملفات وحلولها الى الامام , اخر يرى ان المعضلة الاكبر والاهم هو في حلحلة الملف السياسي الجنوبي الذي هو اس الملفات واصل المعضلة ,وليست بقية الملفات ومشاكلها الا انعكاسا واثارا لهذا الملف ويجب ان يبقى هو الاولوية تحت كل الظروف و ايا كان حجم التضحيات , ثالث يعترض ويسند اعتراضه بان الاهم دائما هو الملف الامني ,فباستقراره تتشكل البيئة المناسبة لحلحلة باقي الملفات ,وببقائه متعثرا ستتعثر البقية .
ولكل من هذه الاراء حجة ودليل وبرهان , لكن دعونا نعود لواقعنا الجنوبي قليلا ونتحدث بصدق وصراحة مبنية على التفاعل الايجابي العقلاني والابتعاد عن الانفعال السلبي القائم على المشاعر والعواطف , ونتكلم مع انفسنا بصدق وتجرظ مهما كان حجم الالم الذي تسببه مرارة الواقع الجنوبي .
نحن لسنا دولة حتى الان , ولسنا طرفا سياسيا حتى , ونقع تحت الوصاية الدولية , الواجهات الجنوبية المتواجدة في الساحة اللان كلها كما سميتها مجرد واجهة لاطراف اقليمية ودولية تتصارع بنا على ارضنا وتمثل مصالح تلك الاطراف واهدافها لا اهدافنا , وضمن هذه الصورة القاتمة للجنوب اسباب عديدة ,لكن اهمها على الاطلاق واكثرها تاثيرا هو, غياب فكرة التكامل بين الاطراف الفاعلة سياسيا , التكامل هنا ليس قائما على تقسيم الادوار فبغياب المرجعية او التظيم لا يوجد مثل هذا التكامل المنظم , انني هنا اعني التكامل القائم على اعطاء الطرف الاخر فرصة النجاح فيما لا يمكن النجاح فيه للطرف الاخر , ولنضرب مثلا بمحافظ العاصمة عدن الحالي الاخ عبدالعزيز المفلحي الذي اثبت على الاقل في الفترة القصيرة التي مضت رغبة ملموسة وهمة كبيرة في تقديم الحلول للملفات التي يستطيع النجاح فيها , وقد كرر انه جاء ليقدم ما يستطيع من حلول في مجاله ,ولم يأت مزاحما او مواجها , ولذلك فان بقية الاطراف يجب ان تفهم هذا التكامل القائم على ترك مساحة لنجاح الاخرين من ذوي القدرات والمعارف والمهارات في اي مجال .
ان هذا التكامل لن يصنع لنا جسرا نحو هدفنا ,ولكنه دون شك سيساعد الاطراف الجنوبية الفاعلة على تحديد اولوياتها الخاصة في الملفات المختلفة بطريقة تكفل نجاح حقيقي لهذا الطرف ,بدل النجاح الوهمي القائم على فشل الطرف الاخر , سيصنع بيئة تقلل من عذابات شعبنا الجنوبي وما يتحمله من الام وهموم يومية, سيعطي الاطراف الجنوبية مساحة من الحرية على قلتها امام الاطراف الاقليمية والدولية التي ترعاها لصالح الشعب الجنوبي , سيقلل بشكل كبير من اثر نظرية الصراع وفكر الشيوعيين ذوي الاتجاه الواحد الشمولي , والاهم من هذا كله انها ستؤدي بالضرورة الى نقل الصراع بين الاطراف الإقليمية والدولية الى مستوى المكاتب السياسية التابعة لها بدل الواقع الجنوبي وحياة المواطن البسيط.
همسة: اعطوا المفلحي فرصة وسلموه عهدته كما اعطاكم الفرصة وترك لكم الملف السياسي,وعاملوا الناس بخلق حسن .
د.بليغ اليزيدي
ليلة الجمعة
28 يوليو 2017 م